[b]المشير أطاح بعتمان لفشله فى تحسين صورة المجلس[/b]
لم يصدّق أحد المبرر الذى أعلنه المجلس العسكرى، بأن سبب الإطاحة
باللواء إسماعيل عتمان، من منصبه كمدير لهيئة الشؤون المعنوية، هو بلوغه
سن التقاعد، فمعظم أعضاء المجلس تجاوزوا هذا السن، لكن حسب مصدر مقرب من
المجلس فـ«المشير لا يتخلى عن رجاله، ولم يكن ليقصى عتمان الآن لولا خطورة
الموقف».
إنهاء خدمة عتمان، حسب المصدر، يرجع إلى استياء بالغ من المشير طنطاوى
وأعضاء المجلس بسبب إخفاق المسؤول الأول عن الإعلام العسكرى فى تحسين صورة
المجلس العسكرى فى أثناء الأزمات العديدة التى تعرضت فيها سمعة الجيش
للخطر، وفشل عتمان فى تبرير مواقف المجلس العسكرى أمام الرأى العام المصرى
سواء فى ما يتعلق باتهامات استخدام العنف ضد المتظاهرين أو فشل المجلس فى
العمل السياسى وإدارة البلاد.
المصادر كشفت أيضا، عن أن «العسكرى» تلقى إشارات من مستشارين مقربين
للشئون المعنوية تقوم بالتحريض ضد الثوار من خلال مواقع التواصل
الاجتماعى.
المصادر قالت إن عتمان نجح فى إقناع المجلس العسكرى بإعادة وزارة
الإعلام وتنصيب المحرر العسكرى أسامة هيكل وزيرا للإعلام، على اعتبار أنه
سيسيطر على الإعلاميين والصحفيين ويخدم سياسات المجلس، لكن عتمان فشل وخرج
هيكل بعد شهور قليلة تضررت فيها صورة الجيش والقوات بشكل غير مسبوق بسبب
تعمد عتمان إظهار الرفض الشعبى لأخطاء المجلس العسكرى بأنه رفض للجيش
ورجاله.
المصادر ذكرت أن المجلس العسكرى انتهى من إعداد تعديل على النص الخاص
بحظر تداول أخبار القوات المسلحة وسرية المعلومات المتعلقة بالجيش وقادته،
لكنه لن يعلن فى الوقت الحالى، بسبب تداعيات تمرير القوانين الأخيرة،
ويتسع التعديل الجديد ليشمل نشر أخبار أو تعليقات عن الجيش أو قادته حتى
وإن جاءت من غير العسكريين أو عن شؤون غير عسكرية بما يمثل حصانة لأعضاء
المجلس من كشف أخطائهم فى أثناء المرحلة الانتقالية.
فى سياق مواز ما زال المشير طنطاوى يتمسك بدوره، رئيسا للجمهورية،
بموجب موقعه، رئيسا للمجلس العسكرى الذى يحكم، حيث التقى وزير الخارجية
الألمانى جيدو فسترفيلا، والوفد المرافق له الذى يزور مصر حاليا، وفى ذات
الوقت التقى نائبه الفريق سامى عنان رئيس هيئة الأركان العامة البريطانية
الفريق أول السير دافيد ريتشارد والوفد المرافق له، وهو اللقاء المبرر لأن
عنان رئيس أركان حرب الجيش المصرى، ومن المفهوم أن يبحث مع نظيره الأوضاع
على الساحتين المحلية والإقليمية، والجهود الدولية لدعم عملية السلام
بالشرق الأوسط، وتطوير مجالات التعاون والعلاقات العسكرية بين البلدين،
وتبادل الخبرات فى مجالات التأهيل والتدريبات المشتركة، وفى حضور الملحق
العسكرى البريطانى وعدد من أعضاء المجلس العسكرى.